تسجيل المؤشرات الجغرافية(عند إقرار مشروع القانون)
تعود المؤشرات الجغرافية إلى المُنتجات المرتبطة بمصدر جغرافي، فهو يُبرز مكان او منطقة الإنتاج المعين، ويحدد الصفات التي تميز المنتج الذي ينتمي لهذا المكان، فيُحّسن الشفافية بالنسبة للمستهلك حول مصدر ومواد تصنيع المنتجات، ويُظهر المهارات او المعارف التقنية.
وقد كانت المؤشرات الجغرافية المحميّة سابقاً تقتصر على المنتجات الزراعية والغذائية. امَّا حالياً، اصبحت المؤشرات الجغرافية تُمنح بالنسبة للمنتجات المصنّعة، والموارد الطبيعية، وهذا ما يسمح للشركات بتطوير منتجاتها وقدراتها التقنية، بما في ذلك التصدير، وتحميها بوجه الاستعمال غير المشروع للتسميات الجغرافية هذا في فرنسا، أما في لبنان، فقد عرَّف مشروع قانون حماية المؤشرات الجغرافية ، في المادة الثانية منه، المؤشر الجغرافي بما يلي: "المؤشر الجغرافي هو إسم منطقة او مكان محدد او في حالات إستثنائية، إسم بلد يدل على منتج ينتمي إلى تلك المنطقة أو ذلك المكان أوذلك البلد ولديه نوعية معينة أو شهرة أو أية ميزة أخرى تعود لمنشئه الجغرافي، وتتم عمليات إنتاجه أو تحويله أو إعداده في تلك المنطقة الجغرافية المحددة عينها. ويصبح المؤشر المؤشر الجغرافي محمياً عندما يسجل لدى وزارة الاقتصاد والتجارة، وفقا للشروط المنصوص عليها في الفصل الثاني من هذا القانون....".
أُعِدَّ مشروع المؤشرات الجغرافية، بالتعاون والتنسيق مع لجنة المؤشرّات الجغرافية، مع الأخذ بعين الإعتبار أحكام إتفاقية الجوانب المتَّصلة، بالتجارة(TRIPS)، وأحكام المرسوم الأوروبي رقم 92 تاريخ 14 تموز 1992، والمرسوم الأوروبي، رقم 2006\510 تاريخ 20 اذار 2006 المتعلقّان بحماية المؤشرات الجغرافية، وتسميات المنشأ. وقد تمَّ إرساله إلى مجلس الوزراء بتاريخ 24 اذار 2007، من جانبه وافق مجلس الوزراءعليه من خلال القرار رقم 85 تاريخ 21 أيار 2007، ثم أصدر هذا المجلس المرسوم النافذ حكماً رقم 573 تاريخ 27 تموز 2007، وقد أحيل إلى مجلس النواب لدراسته وتصديقه ولكي تتمكن وزارة الاقتصاد والتجارة من تطبيق أحكامه لا سيّما المتعلقة بتسجيل المؤشرات الجغرافية وتسميات المنشأ.
يتضمن المرسوم التطبيقي كافة القواعد والمعلومات الدقيقة المتعلقة بتطبيق قانون حماية المؤشرات الجغرافية. ويمكن الإطلاع على هذا المرسوم ضمن نشرة المؤشرات الجغرافية في لبنان، التي ينحصر دورها بتزويد القارىء ببعض المعلومات في هذا الخصوص في ظل غياب القوانين التي من المفروض ان تحكم هذه المواضيع، والتي ما زالت مشروع قانون كما تمَّت الإشارة اليه أعلاه، بإنتظار إقراره في المجلس النيابي.
لا بد هنا من إلقاء نظرة حول اتفاقية التبادل التجاري الحرّالموّثقة بين لبنان ودول الرابطة الأوروبيّةEFTA ، تضم الرابطة دول سويسرا، ليشتنشتاين، النروج، وإيسلندا، حيث وضع كل من لبنان وسويسرا برنامجاً ثنائياً للمساعدات التقنية، و قد تضمن هذا البرنامج تمويل وإدارة مشروع خاص بحماية التسميات الجغرافية اللبنانية. تتولى وزرارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع فريق عمل متخصص تنفيذ هذا المشروع في خلال 18 شهراً، (من تموز 2005 حتى ك2 2006). وقد كان الهدف الأساسي للمشروع هو التوصل إلى إيجاد نظام ملائم لحماية التسميات الجغرافية في لبنان من شأنه ان يُساعد على تسويق منتجات عالية الجودة والمحافظة على فُرص العمل في مراكز الإنتاج.
قام هذا المشروع بتحضير دراسة بينيّة مُتعلّقة في بعض المنتجات الزراعية والحرفية اللبنانية. إنّ هدف إجراء الدراسات البينيَّة هو تحديد المنتجات المُحتمل إعتبارها تسميات جغرافيّة (منتجات ذات شُهرة عالية، مُرتبطة بالمصدر الجغرافي مع إحتمال تصديرها، ومنتجات تحمل تسميات تقليديّة). من هذه المنتجات: زيت زيتون حاصبيا، زيت زيتون الكورة، زيت زيتون رميش، صابون طرابلس، زجاج الصرفند، لبنة شتورة، لبنة تعنايل، لبنة العنبريس (بعلبك- الشوف- بشرّي- شبعا)، جبنة الدرف بشرّي، شنكليش رحبة.
عالجت هذه الدراسة البينيّة العديد من المواضيع الأساسية، إسم المُنتج، وصفُهُ، نوع وشكل الإنتاج، السوق، تسلسل الإنتاج، منطقة الإنتاج، التنمية الريفية، المُستهلك والإستهلاك، الأٌطر القانونية. وقد موَّلت وزارة الزراعة الفرنسيّة، من جهةٍ أخرى، بعثة لدراسة قطاع الزيتون وزيت الزيتون في لبنان في منطقة حاصبيا، وذلك في الفترة الممتدّة من 11 إلى 17 كانون الأول 2005، والبحث في إمكانية تزويده بتسمية جغرافية. وقد أظهرت نتائج الزيارات الميدانية، والدراسات التي قامت بها البعثة الفرنسية الى ان زيت زيتون حاصبيا يتمتّع بكل المؤهلات التي تخوِّله ان يكون محمياً كتسمية جغرافية. ولكن يبقى السؤال، هل تمّت الإستفادة من هذه الدراسات؟ خاصة انّه في ظل العولمة، وما ترّتبَّ عليها من فتح للأسواق العالميّة، تُشّكل التسمية الجغرافية الأداة التي تسمح للمُنتجين بالمُنافسة عالمياً، ليس على صعيد الأسعار فقط، وإنمّا على صعيد الجودة والنوعيّة ايضاً. ولكن للأسف الشديد، برغم حيوية هذا الموضوع، واهميته في تنشيط الاقتصاد، فقد بقيت هذه الدراسات حبراً على ورق، ليس ذلك فحسب، بل إن مشروع قانون المؤشرات الجغرافية ما زال مرمياً في أدراج مجلس النواب منذ سنوات .
لقد حاولنا تسليط الضوء على هذا الموضوع، بالرغم من عدم إمكانية القيام باي إجراء يتعلق بتسجيل وحماية اي مؤشر جغرافي في لبنان حاليا، قبل إقرار مشروع القانون، كما سبق وذكر أعلاه، وذلك نظرا لاهميته وتأثيره على الاقتصاد الوطني.
نطاق اختصاصنا
اتصال
جبل لبنان ، عاليه ، سرايا مول
+961 3 869 917
info@confidence-ip.com